صاحب هذه الصورة مازلت أتذكره ، وربما هو لايتذكرنى

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب هذه الصورة مازلت أتذكره ، وربما هو لايتذكرنى......
منذ حوالى ثلاثين عاماً التقيته وكان تلميذاً فى الصف الثانى الاعدادى ، وكنت أخطو أولى خطواتى فى  مجال التدريس

رغم أنه يعيش فى منطقة نائية بسيطة ، قرية صغيرة من قرى جنوب  بورسعيد والتى يعيش أهلها على  صيد الأسماك
ورغم فقده للأب والأم إلا أنه كان رجلاً بمعنى الكلمة فى كل شىء ، تأثرت بذكائه ولباقته حتى صارت بيننا صداقة قوية
وكنت دائماً أمده بالكتب والقصص ونتناقش معاً بعد أن يكون قد انتهى من قراءتها .... ولم تدم هذه العلاقة سوى عاماً واحداً
وتفرقت بنا السبل ولكن لم تفارقنى صورته على الإطلاق ....
لم تكن ظروفه الحياتية تنبئ بأى مستقبل ينتظره ..فهو يعيش مع أخيه الأكبر وزوجة الأخ التى كانت دائماً تقسو عليه وتحاول
منعه من مواصلة الدراسة والعمل مع أخيه صياداً حتى يتسع مجال الرزق قليلاً ... ومزقت له كتبه الدراسية وأقسمت ألا يذهب
إلى المدرسة مرة أخرى ,,,,,
وبجهد من مدرسى المدرسة وبمساعدة ضابط النقطة ... عاد من جديد.
وانقطعت أخباره ... وأخذتنى الحياة ولكن لازلت أتذكره.
ومنذ حوالى الشهر تقريباً جمعنى القدر بزميل كان يعمل معى وكان له دور كبير فى حياة هذا الصبى النابغ .
ودار بيننا حوار الذكريات ..وكان لابد من أن أساله عن هذا الصبى وتعجب أننى لازلت أتذكره ..
وكانت المفاجاة والتى أثلجت صدرى أن هذا الصبى أصبح الآن أستاذاً جامعياً فى كلية الطب .....
هذه ليست قصة خيالية بل واقعية وشديدة الواقعية ...أحياناً كثيرة يكون الواقع أكثر غرابة من الخيال ذاته.