الجمعة، 12 أكتوبر 2012

رجل واحد بقوة الإيمان أحيا أمة من الموات


بسم الله الرحمن الرحيم


من التاريخ الإسلامى الهندى ..

الأخوة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا رجل واحد ؛ ولكنه بقوة الإيمان والعقيدة أحيا أمة من الموات ..هو الإمام أحمد بن عبد الأحد السرهندى ، وأول الأحامدة الثلاثة الذين كانوا لهم أكبر الأثر فى تاريخ الإسلام فى الهند….

فقد قام بعمله فى عهد كانت البلاد فيه خاضعة لامبراطور عظيم ينتمى إلى الإسلام وإلى الأسرة المملكية المغوليةالمسلمة ، اسمه جلال الدين أكبر ، ولكن هذا الامبراطور استهان بالإسلام وتأثر بنظرة الهندوس فيه فطغى على أتباع الإسلام وحاول تحويلهم إلى دين جديد ابتكره بنفسه ، متأثراً بدين الهنادك وسماه ( الدين الالهى) وتجبر وقسا فى الدعوة إليه فكان ذلك محنة شديدة للإسلام فى هذه البلاد ، وقعت من صاحب قوة وسلطان ومن أعظم ملك كان ينتمى إلى الإسلام … وبسبب قوة السلطان والقهر الحكومى ضعف قادة المسلمين عن مقاومة هذه المصيبة ، وكان ذلك يقضى على بقاء الإسلام فى هذه البلاد الكبيرة الواسعة وهنا نهض الإمام أحمد السرهندى بإيمانه القوى وعلمه الجم وحكمته البليغة واختار لعمله خطة هادئة مؤثرة ، استطاع بها فى ظرف عقود من السنين إعادة رأس الحكم فى البلاد إلى الخضوع للعقيدة الإسلامية الصحيحة والعمل السليم للإسلام الصحيح .

واختار الإمام منهجاً اعتمد فيه على الاتصالات الشخصية المخلصة ، فاتصل برجال حاشية الملك وبمن يخدمون الملك وبأعوانه واجتهد لإثارة جذوة الإيمان الدفينة فى رماد قلوبهم وعاطفة حب التراث الذى ورثوه من آبائهم المسلمين وسعى لتغيير البيئة التى تحيط بالملك قام بذلك زاهداً كل الزهد فى المغريات المادية والانتفاع الشخصى متذرعاً بقوة الايمان والعلم يخاطب الأعيان من رجال البلاد ويثير فى نفوسهم الحمية الإسلامية .

وكتب الإمام رسائل كانت مؤثرة تدمى العيون وتشجى القلوب يذكر فيها ضعف الإسلام واستكانة العاملين به وبطش خصوم الإسلام بهم وانتهاك المحرمات والاستخفاف بالقيم الإسلامية ، وسجن الشيخ ولكنه حول سجنه إلى مركز للدعوة يخاطب السجناء واستمر فى جهده وجهاده دون أن يلين أو يستكين .

وأثمرت جهود الإمام ونفعت فى تغيير الأحوال وإصلاح رجال البلاط إلى أن خلف الملك المنحرف ابنه ( جهانجير) وكان متأثراً بجهود الإمام ، ثم خلفه ابنه ( متاى جهان ) ثم خلفه ابنه الملك ( أورنك زيب ) الذى امتلأ قلبه بالإيمان القوى والعزيمة والإصلاح وصار من عباد الله الصالحين حتى اعتبره بعض المؤرخين بمثابة سادس الخلفاء الراشدين …

وهكذا تثمر الجهود المخلصة من العلماء المخلصين ويمكن لرجل واحد أن يحيى أمة من الموات بإخلاصه وقوة إيمانه وسلامة العقيدة.

هناك 25 تعليقًا:

  1. وهكذا تثمر الجهود المخلصة من العلماء المخلصين ويمكن لرجل واحد أن يحيى أمة من الموات بإخلاصه وقوة إيمانه وسلامة العقيدة.


    فى هذه العبارة كل شىء
    مقال متميز ومعلومات قيمة
    تحياتى لك أستاذى

    ردحذف
    الردود
    1. الأخت الفاضلة: أم عبد الرحمن
      جزاك الله خير الجزاء

      حذف
  2. السلام عليكم
    جلال الدين اكبر كان على الطريقةالصوفية المنحرفة ( المولوية ) على ما اعتقد
    الهند من قديم الزمن وهى تنتشربها مئات الاديان والطوائف مما جعلها تربة خصبة لتمييع العقائد او اختلاف يصل حد السلاح والحروب

    بالنهاية لا يصح الا الصحيح ولايعلو فوق كلمة الله تعالى كلام والغلبة دائما للحق ولو كان فى رجل واحد

    لااله الا الله محمد رسول الله عليها نحيا ونموت ونبعث ان شاء الله

    تحياتى لك استاذى بحجم السماء

    ردحذف
    الردود
    1. الأخت الفاضلة: ليلى الصباحى
      بارك الله فيك وأعزك
      وأشكرلك إضافتك القيمة
      تقديرى واحترامى

      حذف
  3. موضوع ممتاز شكرا ومدونه رائعه

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرلك أخى الكريم شهادتك الطيبة
      بارك الله فيك وأعزك

      حذف
  4. السلام عليكم...
    أعتقد أن الهند مر عليها عبر التاريخ الإسلامي كثير من المحاولات لاستنساخ النجاح الذي حققه الوثنيون مع النصرانية بتحريفها مع دين الإسلام، فنراهم قد استحدثوا عدة طوائف (أغلبها صوفي) أقرب للتشيع منها للسنة كالأحمدية وحديثا البهائية، وكان ذلك في فترة قوة ونشاط القوى الشرقية التي خلفت امبراطورية فارس، إلى أن نجح خلفاء الرومان في حمل لواء التحريف على الإسلام، فنراهم قد استحدثوا معتقدات وشرائع ومصطلحات فلسفية أقرب للشرك منها للإسلام، وصاروا يحاربوننا بها حتى يومنا هذا...
    ويأبى الله إلا أن يتم نوره، فقد تعهد الله لنبيه ألا تستباح بيضة هذه الأمة من عدو من خارجها، ولن يتأتى ذلك إلا بالرجال.
    تقبل تحياتي...

    ردحذف
    الردود
    1. أخى الكريم : بهاء
      أسعدتنى كثيراً الإضافة القيمة والمعلومات الرائعة والتى أثرت المقال
      جزاك الله خيراً كثيراً
      وتقبل تقديرى واحترامى

      حذف
  5. السلام عليكم أستاذ محمد
    أشكرك جزيل الشكر علي هذه المقالة الرائعة، لأنني قد تعلمت منها الكثير وعرفت من خلالها أشياء كنت أجهلها.
    ربما عبارتك الاخيرة التي ختمت بها مقالتك قد أوجزت لنا سر نجاح من يريد الإصلاح والبناء، وهو الإخلاص وإبتغاء وجه الله النابع من إيمان صادق وعقيدة سليمة، ربما هذا هو ما نحتاج إليه الأن في ظل ما تعانيه أوطاننا وما تواجهه من صراعات بين أبناءها لا يُبتغىَ من وراء أغلبها-إن لم يكن جميعها- إلا المصلحة الشخصية لا مصلحة الوطن والأمة.
    نسأل الله السلامة.
    ..
    كل الود والشكر والتحية والإحترام.

    ردحذف
  6. السلام عليكم أستاذ محمد
    أشكرك جزيل الشكر علي هذه المقالة لأنني قد تعلمت منها الكثير وعرفت منها أشياء كنت أجهلها.
    ربما عبارتك الاخيرة التي ختمت بها مقالتك قد أوجزت لنا سر نجاح من يريد الإصلاح والبناء، وهو الإخلاص وإبتغاء وجه الله النابع من إيمان صادق وعقيدة سليمة، ربما هذا هو ما نحتاج إليه الأن في ظل ما تعانيه أوطاننا وما تواجهه من صراعات بين أبناءها لا يُبتغىَ من وراء أغلبها-إن لم يكن جميعها- إلا المصلحة الشخصية لا مصلحة الوطن والأمة.
    نسأل الله السلامة.
    كل الود والتحية والإحترام.

    ردحذف
    الردود
    1. أخى الفاضل الكريم : أحمد صالح
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      الشكر الجزيل لك ..
      وأشكرلك تعليق الطيب والقيم
      وتقبل خالص تقديرى واحترامى
      بارك الله فيك وأعزك

      حذف
  7. السلام عليكم و رحمة الله
    مقال قيم أ/محمد ، و لا أعلم لماذا تذكرت شيخ المجاهدين عمر المختار عندما قرأت عبارتك " ويمكن لرجل واحد أن يحيى أمة من الموات بإخلاصه وقوة إيمانه وسلامة العقيدة."
    لك جزيل الشكر .

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      الأخت الفاضلة: ريهام المرشدى
      نعم قد يكون هناك تشابه بينهما
      ونسأل الله تعالى أن يرزق الأمة رجلاً من أمثال هؤلاء
      اللهم آمين
      تقبلى سيدتى تقديرى واحترامى
      وبارك الله فيك وأعزك

      حذف
  8. الردود
    1. أخى الكريم : مسلم مصرى
      شكراً لك على الزيارة الطيبة والتعليق الكريم

      تقبل تقديرى واحترامى
      بارك الله فيك وأعزك

      حذف
  9. هذا رجل واحد والجال قليلون
    اين نحن منهم واين همن منا
    عوضنا على الله

    ردحذف
    الردود
    1. أستاذنا الحبيب: فاروق فهمى
      أين نحن منهم ؟؟؟؟
      سؤال يثير الكثير من الألم ..بل والخجل.
      شكراً لك أستاذنا على تواصلك العطر

      تقبل مودتى وتقديرى وخالص احترامى
      بارك الله فيك وأعزك وحفظك ورعاك

      حذف
  10. والله شيء مشرف وأكثر من رائع تحياتي لاختيارك الرائع

    ردحذف
    الردود
    1. الأخت الفاضلة: كريمة سندى
      تحياتى لك ولتواصلك العطر الكريم

      تقبلى سيدتى تقديرى واحترامى
      بارك الله فيك وأعزك

      حذف
  11. السلام عليكم كيف صديقى القديم اكسجين مصر

    ردحذف
    الردود
    1. الأخ والصديق الكريم
      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      مرحباً بعودتك للتواصل أسعدنى ذلك

      بارك الله فيك وأعزك
      وتقبل خالص تقديرى واحترامى

      حذف
  12. السلام عليكم موضوع يستحق الاهتمام
    تحياتى

    ردحذف
  13. أخى الكريم
    أسعدتنى زيارتك الطيبة
    وأشكرك على تعليقك الطيب

    بارك الله فيك وأعزك

    ردحذف
  14. فى كل زمن رجال يعملون بعلمهم وإن لم يعرفهم الباقيين
    يوما ما يكشف الله عن عملهم ومجهودهم فى نشر الدعوة ليخلد ذكراهم
    ويكونوا عبرة

    دولة الظلم ساعه هذا ما يثبته التاريخ


    دمت بخير أستاذى

    ردحذف
  15. الأخت الفاضلة: رؤى عليوة
    نعم صدقت
    وهذا مايجب أن نعلمه ويعلمه الجميع
    تقبلى خالص تقديرى ىواحترامى
    بارك الله فيك وأعزك

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...