عدت يايوم مولدى ... وقد غزا الشيب مفرقى

بسم الله الرحمن الرحيم

مع مكتبتى وصديقى الكتاب

اليوم 15 أكتوبر أكملت العام الــتاسع والأربعين  من عمرى ( 49 ) سنة
وابتداء من الغد بمشيئة الرحمن أبدا مشوارى مع بداية العقد الخمسينى ... ( 50) سنة غداً أول أيامى فى العقد الخمسينى

ياه .... العمر بيجرى ومشوار حياة طويل ملىء بالحكايات والأفراح والمآسى وكل المتناقضات .
اليوم وأنا اقف على أبواب الخمسين من عمرى انظر منه لأجد مشوار الحياة خلفى تبدو فيه ومضات  وعلامات لاتنسى
حفرت فى الذاكرة آثاراً لاتنمحى وكان لها عمقاً عمل على تشكيل شخصيتى وفكرى ....
هناك حيث مدينة بورسعيد الباسلة والتى كان فيها مولدى أسمع أزيز الطائرات وصوت طلقات المدافع  وأرى والدى رحمة الله عليه
يحملنى إلى حيث مكان آمن فراراً من غارات العدو الإسرائيلى وكانت سنوات عمرى الخمس تتشكل فكان كرهى الأزلى لهذا العدو الذى
أجبرنا على الهجرة وتفرق الأهل فى محافظات مصر المختلفة وعلى مدى سبع سنوات لانرى الأهل والأحبة بعد الشتات ومن جراء نكسة 1967م.

( ثريا) اسم معلمتى وأنا أخطو خطواتى الأولى فى التعليم لاأنسى هذه المعلمة الفاضلة كانت أول سيدة أراها محجبة فى وقت كانت المرأة المصرية ينتشر بينهن السفور ولم يعرفن الحجاب بعد وكان ذلك فى آوائل السبعينيات ...
هذه المعلمة كانت تدرس لنا مادة التربية الدينية وأقول أنها أول من غرست بذرة التدين فى نفسى وأعماقى وأول من غرست بداخلى
حب القراءة وعشق الكتاب والذى كان له أكبر الأثر فى حياتى ومازال الكتاب عشقى  ومعشوقى.
كانت تحكى لنا قصة النبى ( موسى) عليه السلام  طفلاً وكيف ألقت به أمه فى اليم وهو الطفل الصغير وسحرتنى هذه القصة والتى كانت بدايتى مع القراءة ورحلة استمرت معى منذ أن كنت فى الصف الثالث الابتدائى وحتى اليوم .

( مصطفى شردى) لمن لايعرفه هو صحفى مصرى ومؤسس جريدة الوفد والتى كان أول صدورها عام 1984م حدثاً جللاً..لماذا ؟
لأنها كانت أول جريدة معارضة أعرفها تسير مخالفة لنهج الصحف القومية فى التسبيح بحمد الحاكم وتمجيده ، وكان مصطفى شردى
فارس المعارضة والقلم الجرئ الذى تعلمت منه وتربيت على مقالاته ..
كنت فى بداية تخرجى معلماً حديثاً ولابد أن أذهب إلى بائع الصحف فى السادسة صباحاً قبل الذهاب إلى العمل لآتخذ مكانى فى طابور المنتظرين لجريدة الوفد التى استطاعت فى أول أعوامها أن تصبح الجريدة الأولى فى مصر حتى مات شردى أو قتل .

وبعد عشر سنوات يكون موعد قلمى مع أول مقال ينشر له فى جريدتى المفضلة الوفد عام 1994م فى عهد رئيس التحرير ( جمال بدوى ) خليفة شردى ..
وعلى صفحاتها تعلمت الكتابة وشربت السياسة .

لم أكن وفدياً بالانتساب ..ولكن بالهوى  حيث كانت تلك الفترة هى فترة الوفد ... ولكن بعد وفا ة الكبار تضاءل الهوى وتلاشى.

أقدم شكرى وامتنانى لكل من تذكر يوم مولدى وأخص بالذكر سيدتى الفاضلة الأستاذة : زيزى
أول من نوهت عن هذا اليوم فى مدونتها ... وتهنئتها الطيبة ( شكراً ) .
وأستاذى الفاضل: فاروق فهمى ..ومكالمته الهاتفية بصوته الساحر ورنينه الجذاب
وتقديرى واحترامى للجميع